مودريتش يفاجئ عالم كرة القدم ويستثمر في سوانزي سيتي

في خطوة غير متوقعة أذهلت عشاق كرة القدم في كل مكان، أعلن نادي سوانزي سيتي الإنجليزي، الذي يتنافس بشراسة في دوري البطولة الإنجليزية "التشامبيون شيب"، عن ضم الأسطورة الكرواتية لوكا مودريتش، نجم فريق ريال مدريد الإسباني، إلى صفوف ملّاكه كمساهم يمتلك حصة أقلية. هذه الخطوة الجريئة، التي اتخذها اللاعب المتألق البالغ من العمر 39 عامًا، والذي يعتبره الكثيرون أحد أبرز لاعبي خط الوسط على مر العصور، تأتي كجزء من رؤيته الطموحة لمستقبله المهني بعد انتهاء مسيرته الكروية المذهلة، مع التأكيد على استمراره في الدفاع عن ألوان ريال مدريد حتى نهاية عقده الذي يمتد إلى صيف عام 2025.

ووفقًا لما أوردته التقارير الصحفية الموثوقة، فقد انضم مودريتش إلى مجموعة من المستثمرين الأمريكيين البارزين، والتي تضم في صفوفها كلًا من آندي كولمان، وبريت كرافات، ونايجل موريس، بالإضافة إلى جيسون كوهين، والذين استحوذوا بدورهم على حصة الأغلبية في النادي الويلزي في شهر نوفمبر من عام 2024. وعلى الرغم من عدم الكشف عن حجم الحصة التي اقتنصها مودريتش أو القيمة المالية الإجمالية للصفقة، إلا أن إدارة النادي أكدت في بيان رسمي أن خبرة مودريتش الواسعة وشغفه الجارف بكرة القدم سيمثلان إضافة نوعية وقيمة لا تقدر بثمن لتطوير النادي وتعزيز طموحاته المشروعة في العودة مجددًا إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، المسرح الذي طالما تألق فيه.

وفي تصريح مقتضب، عبّر مودريتش، الفائز بجائزة الكرة الذهبية المرموقة في عام 2018، عن سعادته بهذه الخطوة، قائلًا: "سوانزي سيتي نادٍ عريق يمتلك هوية راسخة وجماهير غفيرة ورائعة، كما أنه يطمح دائمًا للمنافسة على أعلى المستويات. أنا على يقين بأن خبرتي المتراكمة في عالم كرة القدم يمكن أن تساهم بشكل فعال في دعم هذا المشروع الطموح والمثير." وأشار النجم الكرواتي المخضرم إلى أن هذه الخطوة لن تؤثر بأي حال من الأحوال على التزامه الكامل كلاعب محترف، حيث يسعى جاهدًا لتمديد عقده مع نادي ريال مدريد، بالإضافة إلى المشاركة بكل قوته في منافسات كأس العالم 2026 مع منتخب بلاده كرواتيا.

وقد جاء إعلان النادي عن هذه الصفقة المدوية في خضم تغييرات إدارية واسعة النطاق، حيث تولى توم جورينج منصب الرئيس التنفيذي للنادي خلفًا لآندي كولمان، بينما انضم ريتشارد مونتاجو إلى الجهاز الإداري كمدير جديد لكرة القدم. ويأمل سوانزي سيتي، الذي يحتل حاليًا المركز الثاني عشر في جدول ترتيب دوري التشامبيون شيب، في أن يساهم اسم مودريتش اللامع في جذب الاهتمام الدولي المتزايد ودعم الاستقرار المالي للنادي، الذي سجل خسارة قبل الضرائب بلغت قيمتها 15.2 مليون جنيه إسترليني في العام المالي الأخير.

وقد أثارت هذه الخطوة غير المسبوقة ردود فعل متباينة في أوساط الجماهير الرياضية، حيث عبّرت جماهير سوانزي المتحمسة عن سعادتها الغامرة بانضمام أسطورة عالمية بحجم مودريتش إلى النادي، بينما تساءل آخرون عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة عن الدوافع الحقيقية وراء هذا القرار "المفاجئ" ومدى تأثيره على طموحات النادي المستقبلية.

يذكر أن مودريتش قد سبق له اللعب ضد سوانزي سيتي في مناسبتين خلال موسم 2011-2012 عندما كان يدافع عن ألوان نادي توتنهام هوتسبير، الأمر الذي يضفي لمسة من التاريخ الشخصي على هذا الارتباط الجديد.

ويُعد نادي سوانزي سيتي، الذي يحمل لقب "البجع"، أحد الأندية التاريخية العريقة في ويلز، حيث تأسس في عام 1912 وشهد فترة ذهبية لا تنسى خلال تواجده في الدوري الإنجليزي الممتاز بين عامي 2011 و 2018، والتي توج خلالها بلقب كأس الرابطة في عام 2013. ومنذ هبوطه إلى دوري التشامبيون شيب، يواجه النادي العديد من التحديات المالية والتنافسية، مع الاعتماد بشكل كبير على دعم المستثمرين لتغطية التكاليف التشغيلية المتزايدة، مثل صيانة ملعب "سوانزي.كوم" ومرافق التدريب الحديثة.

ويأتي انضمام مودريتش إلى سوانزي سيتي في إطار اتجاه متزايد بين نجوم كرة القدم العالميين للاستثمار في الأندية الرياضية أثناء وبعد انتهاء مسيرتهم الكروية الحافلة بالإنجازات، على غرار لاعبين بارزين مثل كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها إستراتيجية ذكية من جانب مودريتش لتأمين مستقبله المالي والمهني خارج المستطيل الأخضر، مستفيدًا من ثروته الطائلة المقدرة بنحو 56 مليون جنيه إسترليني، وخبرته الواسعة التي تشمل الفوز بستة ألقاب في دوري أبطال أوروبا وأربعة ألقاب في الدوري الإسباني الممتاز.